Friday, June 3, 2011

الادارة

الإدارة

دوُنت ملفات الدولة على أوراق البردي أو على أوستراكا بالخط الهيراطيقي ثم بالخط الديموطيقي وحفظت في مكاتب الدولة وفي قسم محفوظات المعبد ، وكانت ملفات عظيمة الكمية ومتنوعة المواضيع وتتألف من تقارير المصالح ومذكراتها، وقوائم السكان، وكشوف مساحة الأراضي، وحصيلة الضرائب، وكشوف صرف الأجور، والمرتبات بالحبوب أو بسلال مليئة بأنصبة من الثمار، وتقارير كميات الأحجار الواجب صرفها للبنائين، والأخشاب اللازمة لدور صناعة السفن، وتفاصيل وصور الخطابات الواردة من الجماهير وشكواهم، وملاحظات الرؤساء، وأوراق الجزاءات التأديبية، وغير ذلك

وقد رُتبت الأرقام في خانات رأسية أو أعمدة، وكتبت الملاحظات بالمدد الأحمر برموز مختصرة وعلامات لمنع التكرار - كلمة paper الانجليزية التي تعنب الورق أتت من كلمة بردي -.

فكانت الأدارة الفرعونية تشرف على كل أمور الحياة وتسيطر على الحياه في البلاط وتنظم الاقتصاد كله بأسم الفرعون، وهو الحاكم الأعلى، إذن كانت الإدارة واسعة ذات مجموعة منظمة من الموظفين الكهنة للإشراف على مختلف الأقسام ( الحقول، القطعان، مخازن الحبوب، بناء المعابد، الآثار، السفن، الجيش، الحدود، العلاقات الخارجية، البعثات التجارية، العدالة، السجون، الصحة ) .

كانت المكاتب الإدارية التابعة للملك تستند في عملها في كل منطقة إدارية على مجموعة متدرجة من الموظفين المحليين، أو البيروقراطية المحلية يرأسها محافظ، أما المعابد وأصحاب الأملاك الأغنياء فكانت لهم إدارتهم الخاصة التي كانت السلطات الملكية تديرها في بعض الأحيان، والتي كانت تتعارض مع تلك السلطات في أحيان أخرى .

وتتجلى مشقة دراسة هذه الألقاب وتنوعها في النقوش التي تزين قبور الموظفين، لا يتجلى هذا بوضوح أكثر مما في قراءة القاب موظف مذكورة في عبارتين تبين أسمه، والحقيقة أنه ما من مهنة أو وظيفة في ذلك المجتمع غير مذكورة، إما في الإدارة الملكية، أو في إدارة المعابد، فكان لديهم مشرف للبساتين الملكية، وأمين لإوز ضيعة أمون .

قد أتبعت الحكومة القديمة نظام المركزية، ويبدو أن المصريين لم يفرقوا تفرقة واضحة بين خدمة الملك الشخصية في قصره وبين خدمة الدولة .

أما في الدولة الوسطى فكان نظام المركزية أقل كمالاً، فنشأت الإدارة الجديدة من تنظيمات أمراء العصر الوسيط الأول، أما في الدولة الحديثة فقد نشأ عن غزوات الاستعمار والجيش الدائم وممتلكات المعابد نظام أكثر تعقيدا، يتضمن كثيرا من التحسينات الإدارية .

ومما يزيد صعوبة فهم الطرق الإدارية بوضوح أن الملك من أن الى أخر كان يوفد في المسائل الهامة أحد الخدم الموثوق بهم وليس الموظف العادي المختص، مع منحة تفويضا مطلقا في السلطة .

كان الوزير "ثاتي" هو المبعوث الملكي الذي يرأس الإدارة، وعندما كان الفرعون يقلده ذلك المنصب كان يقول له "خذ منصب الوزير هذا، وراقب كل شئ يتعلق به " .

ويرجع الفضل فيما تمتعت به مصر بتلك المدنية الراقية والرخاء العظيم الى أختراع الإدارة في عصر مبكر جدا مثل ذلك العصر .

كانت البيروقراطية والعظمة الفرعونية إلفين لا يفترقان فلما ضعفت قبضة الإدارة الملكية على الشعب وعلى ممتلكاتهم، صارت مصر ضحية لحرب أهلية ومجاعة وغزو أجنبي، وعندما كانت تلك الإدارة قوية، بنيت الأهرام وأمتلأت مخازن الغلال وأزدهرت الإمبرطورية

0 التعليقات:

Post a Comment