Friday, June 3, 2011

الأسلحة


الأسلحة


كانت الأسلحة المصرية منذ العصر العتيق إلى نهاية الدولة الوسطى من الناحية العملية نفس أسلحة جيرانهم من شعوب أفريقيا وفلسطين ، الذين كانت فنونهم السلمية وتنظيماتهم السياسية أقل تقدماً من مثيلاتها في الدولة الفرعونية ، أما في عصر الدولة الحديثة وما بعده فتغيرت المعدات الحربية بعض التغير ، بيد أن هذه المبتكرات الجديدة جاءت من أسيا ونُقلت في الحال إلى الليبيين ، وعلى ذلك لم تتفوق مصر قط في الأسلحة على جيرانها ، فالمصريين الذين كانوا بناءين بالأحجار ومزارعين ، كانوا أبطأ من الأمم الأخرى المنتفعة من التقدم في الصناعات المعدنية .

تعد العصا المقذوفة أشهر سلاح قديم لعصر ما قبل التاريخ - المسماه خطأً بالبومرانج - في الرقصات الحربية ، ولكنها تستعمل في الأغراض العملية في صيد الطيور ، وقد أستعمل الجنود في المعارك البعيدة المدى إبان الدولة القديمة والدولة الوسطى المقلاع أو القوس ، وكانت لديهم منهما أنواع كثيرة (للقوس المصرية منحنى واحد ، أما القوس النوبية فذات منحنيين) ، ظلت القوس رمز الأمة عند الحرب ، وتُعبر العبارة التقليدية (القسى التسع) عن الأمم التسع التي تغلب عليها قدامى الملوك بقوتهم الحربية ، وترمز إلى الشعوب المعادية .

أستخدم جندي العصور المبكرة في القتال وجهاً لوجه أسلحة من النحاس المطروق أو من الحجر بمقابض خشبية ، وتشمل الرماح والخناجر والهراوات الكمثرية الشكل والفئوس وأستخدم قدماء المصريين في عصور ما قبل الأسرات للدفاع تروساً طبيعية من درقات سلحفاة البحر ، وفي أغلب الأحوال كانوا يستعملون تروساً كبيرة مصنوعة من الخشب أو من الجلد مستطيلة الشكل تقريبا ومقوسة من أعلاها .

ومع أن البرونز بدأ يحل محل النحاس في عصر الأسرة الثانية عشرة فلم تتغير الأسلحة إلا تغيراً طفيفاً حتى في معارك طرد الهكسوس الذين أستخدموا الخيول والعربات ، غيرت هذه المبتكرات الجديدة الخطط الحربية و التنظيم العسكري للأسرات اللاحقة ، وتغير شكل الأسلحة التقليدية ، فظهر السيف المقوس الأسيوي الشبيه بالحربة ، كان هذا السيف هو "الخبيش" الذي أعطته الألهة للملك كعربون سحري للنصر .

وتطورت معدات الدفاع ، فأستخدم الجنود لوقاية الجزء الأسفل من أجسامهم ميدعة من الجلد تُلبس فوق وزراتهم القصيرة ، وفي عصر الرعامسة كانوا يلبسون قميصاً من الجلد مغطى بزرد من المعدن ، وهذه حلة حربية بدائية منشؤها فلسطين ، ويبدو أنهم قلما أستخدموا الخوذات قبل الحقبة المتأخرة .

أما لباس الرأس الأزرق المسمى "خبرش" ، الذي يوصف عادة بأنه خوذة الفرعون الحربية ، فكان في الحقيقة تاجاً خاصاً يرمز إلى النصر ، والجنود الشردينيون وحدهم هم الذين كانوا يلبسون خوذات حقيقية ويحملون تروساً مستديرة ، كمعدات تقليدية لهؤلاء القراصنة المرتزقة .

قد سمح المصريون للجنود القادمين من البلاد الأجنبية بأن يستعملوا أسلحتهم ، وهكذا ضوعفت وسائل القتل ، وكان رمسيس يمتطي عربته في ساحة القتال ويقود فرقة العربات ، فكانوا يمزقون العدو أولاً بالسهام ، ثم يقتلونه بالسيوف ، فكان المصريون الوطنيون يستخدمون الفئوس ، بينما يستخدم الشردنيون السيوف الطويلة ، أما المقاتلون الزنوج فكانوا يفعلون العجائب بهراواتهم المصنوعة من الخشب الصلب .

ومن الوثائق التفسيرية يتضح أن معدات الجيوش بعد الدولة الحديثة لم تتغير تغيراً شاملا ، وأستمرت مصر تستعمل البرونز في منتصف العصر الحديدي .




0 التعليقات:

Post a Comment