Sunday, May 15, 2011

القبطية



الخط القبطي Coptic

أصل اللغة القبطية: اللغة القبطية هي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها وكتب بها قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، والرأي السائد لدى العلماء أنها تنحدر من اللغة المصرية في مرحلتها المتأخرة "Egyptian Late" مباشرة، حسبما كانوا يتحدثونها في القرن 6ق.م مع بداية الدولة الحديثة.

خطوط الكتابة المصرية

المعروف أن الكتابة المصرية القديمة كتابة تصويرية، وهي مجموعة من الخطوط:

1. الخط الهيروغليفي

2. الخط الهيراطيقي

3. الخط الديموطيقي

4. الخط القبطي

وبدخول اليونانيين البطالمة إلى مصر ظهرت الكتابة القبطية باستخدام الألفباء اليونانية، مع إضافة سبعة حروف من الديموطيقية لتمثيل الأصوات القبطية التي لا يوجد ما يمثلها في الحروف اليونانية. وفي البداية كانت الرموز الديموطيقية المستعارة في الكتابة القبطية أكثر من الحروف السبعة التي استقرت فيما بعد في آخر الألفباء القبطية وهي:

شاي، فاي، خاي، هوري، جنجا، شيما، وي، والحرف لو (خاي) موجود في اللهجة البحيرة فقط، ولا وجود له في اللهجة الصعيدية، في حين استخدمت اللهجة الأخميمية الشكل لنفس الغرض، أي لتمييز هذا الصوت عن صوت حرف "ح" (هوري). وعلى الرغم من أن اللغة القبطية قد أخذت من الأبجدية اليونانية، إلا أن اليونانيين كانوا قد سبقوا وأخذوها من الفينيقيين، فقد كانت الكتابة المصرية هي بلاشك المصدر الذي أخذت منه الأبجدية السينائية التي كانت بدورها أساسًا للكتابة الفينيقية التي انتشرت في مختلف بلاد البحر المتوسط. وكانت الفينيقية هي الأصل الذي أخذت منة اليونانية ثم الرومانية التي يستخدمها الغرب باسم الحروف اللاتينية. ويجدر بنا أن نلاحظ أن الكتابة القبطية هي الوحيدة بين صور الكتابة المصرية التي تسجل الحروف المتحركة، فتعطينا فكرة دقيقة عن طبيعة نطق الكلمات المصرية، وبالتالي فإنها تظهر أيضا اختلاف نطق من منطقة إلى أخرى، فتتضح في الكتابة القبطية فوارق اللهجات، وكذلك فإننا نستطيع من قراءة الوثائق القبطية أن نحدد اللهجة المكتوبة بها.

المحاولات الأولى للكتابة القبطية

إن أقدم وثيقة موجودة إلى الآن تسجل واحدة من المحاولات الأولى لكتابة لغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية proto–Coptic هي هايدلبرج 414 التي ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد وتشمل على قائمة مفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها في المعنى من الكلمات اليونانية وهي مكتوبة بواسطة شخص يوناني وربما سبقت هذه الوثيقة محاولات أخرى لم تصل إلينا. والمرحلة التالية في العصر الروماني هي المعروفة بالكتابة القبطية القديمة Old–Coptic، وترجع وثائقها إلى المصريين الوثنيين الذين عاشوا في القرنين الثاني والثالث للميلاد، وهي وثائق لا علاقة لها بالمسيحيين، لأنها تتصل بالسحر والتنجيم، بالإضافة إلى لفافات المومياوات وما شابه ذلك . وبذلك يمكن القول بأن القبطية مرت بمرحلتين، هما:

مرحلة الابتكار وهي المرحلة التي تبناها المصريون القدماء وهي فكرة كتابة المصرية بحروف يونانية.




مرحلة التكوين. وهي المرحلة التالية لـOld–Coptic وقد قام بها المسيحيون في الإسكندرية وقد ربطوا الدين الجديد بخط جديد لكي يبعدوا الناس عن الوثنية.

التأثيرات اليونانية في القبطية

بدأ تأثير المفردات اليونانية على اللغة المصرية مع فتح الإسكندر الأكبر لمصر (332 ق.م) عندما تبنت الإدارات الحكومية استخدام المصطلحات اليونانية، فتعلم بعض موظفي الحكومة المصرية اللغة اليونانية، كما تعلمها أيضًا أهل الإسكندرية بمختلف طبقاتهم. وامتد انتشار اليونانية ليشمل المدن الكبرى وبخاصة في الدلتا، وفي نفس الوقت تعلم المصرية عدد قليل من اليونانيين.

ومن الطبيعي أن تدخل بعض المفردات اليونانية على اللغة المصرية القديمة، وتظهر في النصوص الديموطيقية. وقد زادت حصيلة الكلمات الدخيلة مع الزمن، فوجدنا في القبطية كثيراً من المفردات اليونانية، وقد تطبعت بالطابع المصري (القبطي) وتستخدم جنبًا إلى جنب مع حصيلة مفردات التراث المصري الأصيل، داخل إطار قواعد اللغة القبطية (المصرية القديمة) التي لا علاقة لها بقواعد اللغة اليونانية.

وفي الكتب القبطية المترجمة عن اليونانية تزداد حصيلة المفردات اليونانية الدخيلة عنها في الكتب الأخرى. ويرجع ذلك إما لكسل المترجم، أو لتفضيله الكلمة اليونانية، أو لنفوره من الكلمة المصرية القديمة خصوصًا عند ترجمة بعض العبارات اللاهوتية لاعتقاد المسيحيين في ذلك الوقت أن الأشياء المقدسة تتدنس إذا أعطيت تسميات وثنية.

دور الكنيسة في استخدام القبطية

ومع أن المحاولات الأولى للكتابة بالحروف القبطية، وكذلك الوثائق المعروفة باسم النصوص القبطية القديمة، Old – Coptic قد تمت كلها بمعرفة الجماعات الوثنية بمصر، إلا إن الفضل في تثبيت الألفباء القبطية في الوضع الذي تعرف به حالياً. وتطبيع نظام هجاء الكلمات، وتطويع القواعد والأساليب، لابد أن يعزى إلى الكنيسة المسيحية في مصر.كجزء من برنامجها التبشيري في حبريه البابا ديميتريوس السكندري البطريرك الثاني عشر (189-232م) وخلفائه.

ففي الإسكندرية التي أتقن أهلها اليونانية كانت الأسفار الإلهية تقرأ باليونانية .ولكن عندما انتشرت المسيحية مع ختام القرن الثاني في الدلتا وبلاد الصعيد، التي لا يعرف أهلها اللغة اليونانية، اقتضت الضرورة أن يكون التبشير باللغة المصرية القديمة، فبعد قراءة النص من الأسفار الإلهية باللغة اليونانية يقوم المترجم بالترجمة إلى اللغة المصرية القديمة.

في البداية كانت الترجمة شفهية تلقائية، نظرا لصعوبة الكتابة باللغة المصرية القديمة (في مرحلتها الديموطيقية) فضلاً عما تنفرد به المشتقات والرموز الوثنية. ولما كان تثبيت الترجمة يستلزم تسجيلها كتابة، استخدمت الأبجدية اليونانية لهذا الغرض مع سبعة من الحروف الديموطيقية، وهي الكتابة التي تعرف القبطية، وعن طريقها انتشر التعليم الديني وامتدت الكرازة المسيحية.

فلم يعد التعليم ترفاً تتمتع به الصفوة من الطبقة الراقية وحدها، وإنما أصبحت معرفة القراءة والكتابة ميسورة للكثيرين. ولم يعد الإنجيل يقرأ فقط للشعب وإنما أمكن أن يقرأه الشعب، لأن لغة الكنيسة هي بعينها لغة الحياة اليومية للشعب.

الترجمة القبطية للأسفار الإلهية

يرجح أن ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية بدأت في النصف الأول من القرن الثالث، وأن أقدم ما لدينا من المخطوطات الكتابية بالقبطية يرجع إلى القرن الثالث، كما أن قوانين القديس باخوميوس (حوالي 32م) تقضي بأن يقرأ الرهبان الكتب المقدسة بالقبطية ولئن كانت ترجمة بعض الأسفار الإلهية بدأت في القرن الثالث، إلا أن الترجمة الرسمية لمعظم الأسفار لم تكتمل إلا في القرن الرابع. وكانت باكورة الأسفار المترجمة إلى القبطية نقلاً عن اليونانية هي الأرجح البشائر والمزامير. واستمر نشاط ترجمة الكتب الكنسية من اليونانية إلى القبطية إلى زمان مجمع خلقيدونة عام 451م، الذي أدت إلى أحداثه المريرة على انصراف المسيحيين تدريجيًّا عن التراث المكتوب باليونانية وفقدان كل اهتمام بمواصلة ترجمته إلى القبطية.

القبطية في العصر العربي

استمرت مصر تتكلم المصرية القديمة منذ أقدم العصور حتى وقت دخول العرب إليها في القرن السابع الميلادي. كذلك كانت اللغة اليونانية منتشرة في الإسكندرية وبعض المراكز الثقافية في المدن الكبرى، والإدارات الحكومية، خلال حكم البطالمة والرومان. وبدخول العرب بدأ استخدام اللغة العربية في الظهور والانتشار بين المصريين بصورة تدريجية. وما إن حل القرن الثاني عشر حتى كانت بلاد الوجه البحري وكثير من بلاد الوجه القبلي تتحدث اللغة العربية. وعندما جاء القرن الثالث عشر وضع علماء القبط مؤلفاتهم اللاهوتية باللغة العربية، مما يؤكد سعة انتشار اللغة العربية بين المصريين. ولكن ظلت القبطية لغة التخاطب في الحياة اليومية في بعض مناطق الوجه القبلي حتى القرن السادس عشر. وإذا كانت قد استمرت بعد ذلك فبصورة فردية، أو كبقايا تراث منعزل في بعض الأماكن النائية.

العوامل التي أدت إلى اضمحلال القبطية

أولاً: قرار تعريب الدواوين، الذي أصدره والي مصر عبد الله بن عبد الملك سنة 706م وسارع الكتاب الأقباط إلى تعلم اللغة العربية. وهكذا أصبحت العربية لغة المسيحية في مصر منذ أواخر القرن الثاني عشر.

ثانياً: تزايد عدد الذين اعتنقوا الإسلام من المصريين، بدخول العرب مصر اعتنق كثير من المصريين الإسلام وأبدوا اهتمامًا بالغًا بدراسة لغة القرآن "اللغة العربية" وتركوا بالتبعية القبطية.

ثالثاً: اضمحلال المؤسسات الرهبانية، التي كانت معقلاً هامًّا للإيمان المسيحي، وحصنًا للغة القبطية وتراثه.

رابعًا: إدخال اللغة العربية إلى الكنيسة، فقد أدى اتجاه الشعب إلى تعلم اللغة العربية والتحدث بها إلى فشلهم في فهم لغتهم القبطية، واضطرار الكهنة أيضا إلى تعلم العربية لمواصلة عملهم الديني والتعليمي للشعب. فالقانون الثالث من قوانين البابا غبريال بن بتريك في القرن الثاني عشر يطالب الأساقفة بتعليم رعيتهم الصلاة الربانية والإقامة المقدسة باللسان الذي يعرفونه ويفهمونه. والمعروف أن هذا البابا هو أول من صرح بقراءة الأناجيل والرسائل والمواعظ باللغة العربية.

حجر رشيد ودور اللغة القبطية في تفهم نقوشه المصرية

قد توصل جان فرنسوا شامبيليون إلى نتائج مبهرة مقارنة بمن سبقوه في ذلك، والسبب في ذلك يرجع إلى أن شامبليون كان عالماً مقتدراً في اللغة القبطية بالنسبة لمعلومات عصره. وقد ساعده إتقانه للغة القبطية على التفوق على الآخرين في إحراز تقدم ملموس في فك رموز حجر رشيد وتفهم الكتابة الهيروغليفية، لأنه كان قد توصل إلى اقتناع راسخ بأن اللغة القبطية هي لغة مصرية قديمة، وقدم بحثًا بهذا الخصوص إلى أكاديمية جرينوبل في عام 1806م.

قبل أن ننتقل إلى نقطة أخرى يجب التنويه بأن القبطية المستعملة الآن في الكنائس والأديرة ليست القبطية الأصلية، وذلك بسبب التغيرات التي أدخلها المعلم عريان أفندي جرجس مفتاح على نطق اللغة القبطية يجعله كاللفظ اليوناني الحديث في سنة 1858م فأفسد بذلك نطق اللغة القبطية الأصيل.

وللأسف فقد تبنى إقلاديوس لبيب تلميذ المعلم عريان نشر ذلك النطق الدخيل في الإكليريكية هو وتلاميذه.

اللهجات القبطية

مقدمة: إن آداب الأمم لا تتميز باللغة الوطنية وحدها التي تكتب بها، وإنما تتحدد أيضاً بالجذور القومية والعلاقات الثقافية التي تربط بين المؤلفين. ولهذا فإننا نميز مثلاً في الإنجليزية بين الأدب الأمريكي والأدب الانجليزي وآداب شعوب القارة الإفريقية وغيرها من القارات، المكتوبة أصلاً باللغة الإنجليزية. ونفرق في اللغة الإسبانية بين الأدب في أمريكا اللاتينية والأدب الإسباني. أما الأدب القبطي فلا يقتصر على المؤلفات باللغة القبطية وحدها، وإنما يتضمن أيضًا كتابات الآباء الأقباط بكل من اللغتين اليونانية والعربية. ولذلك فإنه يمتد ليغطي تراث الآباء المكتوب في مصر باللغة اليونانية، والتراث المسيحي المكتوب في مصر باللغة العربية. واللغة القبطية ليست لهجة واحدة، وإنما مجموعة من اللهجات انحدرت كل واحدة منها من لهجة أقدم في المصرية القديمة. ويمكن تقسيم لهجات القبطية بشكل عام إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة تحتوي على لهجة رئيسية ومجموعة لهجات أقل أهمية ولهجات أخرى يمكن أن يطلق عليها لهجات فرعية، وهذه المجموعات هي:

(1) مجموعة اللهجات البحيرة "الشمالية"

(2) مجموعة اللهجات الصعيدية "الجنوبية"

(3) مجموعة لهجات مصر الوسطى

أولاً: مجموعة اللهجات الصعيدية، وأهم لهجات هذه المجموعة على الإطلاق اللهجة الصعيدية

اللهجة الصعيدية

وهي لهجة مصر العليا أي الصعيد، وهي التي كانت أصلاً لهجة المنطقة من منف وسقارة إلى حلوان (القاهرة)، وربما كانت أيضاً في طيبة، ثم سادت على لهجات وادي النيل، على الأقل من القاهرة إلى أسوان، ثم صارت في القرن التاسع اللهجة الرسمية للكنيسة القبطية. ولكنها كانت في الواقع قد أصبحت منذ القرن الرابع أو قبل ذلك لهجة الكتابة الأدبية لكل مصر، أو على الأقل للمنطقة من هليوبوليس (القاهرة) إلى أسوان. وفي القرون التالية حلت محل اللهجات الأخرى الأقل منها مثل الأخميمية والأسيوطية والبهنساوية كلغة للكلام في تلك المناطق، حتى إنها صارت في الفتح العربي لمصر في القرن السابع اللغة الأدبية الوحيدة في الصعيد. وبعد القرن التاسع بدأت اللهجة الصعيدية تفقد مكانتها تدريجيًّا كلغة أدبية حتى القرن الحادي عشر فاحتلت اللهجة البحيرة تلك المكانة وصارت لهجة الصلوات الكنسية منذ القرن الحادي عشر فصاعداً. وتجب الإشارة هنا إلى أنه عندما يتكلم العلماء عن اللغة القبطية بصفة عامة فإنهم يقصدون اللهجة الصعيدية ويصفونها بأنها الأقدم، والأغنى، والأنقى، وأنها المتوازنة والمتوسطة. والصعيدية هي بالفعل أغنى اللهجات من حيث كثرة النصوص الأدبية التي وجدت بها، سواء بالنسبة للأعمال التي كتبت أصلاً بها أو التي ترجمت إليها. وهي الأغنى في المخطوطات الكتابية أو غير الكتابية. ومن المرجح أن الصعيدية هي أولى اللهجات القبطية التي ترجم إليها الكتاب المقدس، حيث بدأت ترجمته في القرن الثالث واكتملت في القرن الرابع. وفي النصوص القبطية التي ترجع إلى القرن الخامس أو ما قبله، نجد أن الوثائق المكتوبة باللهجة الصعيدية تفوق عدد الوثائق المكتوبة بجميع اللهجات الأخرى.

ثانياً: مجموعة اللهجات البحيرية: وأهم لهجات هذه المجموعة هي:

اللهجة البحيرية

وهي لهجة الوجه البحري ولكنها كانت أصلاً لهجة غرب الدلتا (البحيرة) ووادي النطرون. وبعد الفتح العربي، وكنتيجة غير مباشرة له، امتدت شرقاً وجنوباً. وفي القرنين الثامن والتاسع كانت منتشرة في الوجه البحري.

وبحلول القرن الحادي عشر أصبحت اللهجة البحيرية هي اللهجة الرسمية للكنيسة القبطية، وصارت الترجمة البحيرية للأسفار هي النص الرسمي للكتاب المقدس، وذلك بسبب اختيار غالبية بطاركة وأساقفة الكرازة المرقصية من دير أبي مقار، وبسبب كثرة النساخ في ذلك الدير وفي باقي أديرة وادي النطرون واهتمامهم جميعاً بنساخة الكتب المقدسة، وسائر كتب الصلوات الكنسية باللهجة البحيرية، ووصولها إلى جميع الكنائس في كل أنحاء مصر، وبمرور الوقت أصبحت البحيرية هي اللهجة الوحيدة المستخدمة للصلوات في جميع الكنائس من الإسكندرية إلى أسوان. وبتوقف اللهجة الصعيدية عن الاستخدام للتخاطب في الحياة اليومية في أواخر القرن السادس عشر صارت اللهجة البحيرية هي اللهجة الوحيدة المعروفة لدى الأقباط بسبب استخدامها في الصلوات في جميع الكنائس حتى الآن.

ثالثاً: مجموعة لهجات مصر الوسطى ،وأهمها على الإطلاق اللهجة الفيومية.

وهي لهجة منطقة الفيوم، وترجع الوثائق الموجودة بهذه اللهجة إلى الفترة فيما بين القرن الرابع والقرن الحادي عشر.

ويقسم العلماء – في الوقت الحاضر – هذه اللهجة إلى مجموعة من اللهجات الفرعية، نذكر منها اللهجتين ف4، ف5 لوسط الفيوم وتمثلان لهجتها الأساسية.أما اللهجة ف7 فتسمى الفيومية القديمة لأنها الأقدم وكانت في أطراف الفيوم. وتتميز لهجات الفيوم بإبدال صوت الراء في كثير من الكلمات إلى صوت اللام كتابة ونطقاً.

أما لهجة هرمو بوليس، أي الأشمونين، التي يشار إليها بالحرف h فهي ليست فيومية، وإنما هي إحدى لهجا ت مصر الوسطى.

هكذا يمكن القول إن القبطية قواعد ونحوًا ونطقاً هي إحدى مراحل اللغة المصرية القديمة وإن كتبت القيمة الصوتية لها بحروف يونانية أضيفت إليها سبعة حروف مصرية قديمة. وإذا كان المصريون في هذه المرحلة اللغوية الأخيرة قد استخدموا الحروف اليونانية في ظل وجود اليونانيين كغزاة لأرض مصر، فلأنهم خشوا على لغتهم من الضياع في ظل سطوة لغة الغزاة، وأرادوا منهم (اليونانيين) أن يقروا لغتهم (لغة المصريين) بحروفهم، تسهيلاً لهم وحثهم على تعلم اللغة المصرية، وفي نفس الوقت حفاظاً على هذه اللغة من الضياع بقيمتها الصوتية التي عرفها المصريون، وإن أضافوا إليها حروف الحركة وإذا كانت هناك عشرات الأدلة على وجود اللغة المصرية القديمة بين ظهرانينا إلى الآن، فتأتي على رأسها القبطية باللهجة البحيرية التي لا تزال تستخدم في كنائس مصر في يومنا هذا

0 التعليقات:

Post a Comment